يجب على الكشافين جميعهم أن يستعدوا لأن يكونوا مواطنين صالحين لوطنهم وللعالم،و إذا عرف كل مواطن من مواطنينا أن يكون رجلا نافعا و صالحا لاستطعنا كدولة أن نؤدي للعالم المتمدن الرسالة التي كلفتنا الانسانية شرف أدائها،لذلك علينا أن نبدأ منذ الصغر بالتصادق و التآخي مع فتيان العالم كله مهما اختلفت طبقاتهم و تباينت نزعاتهم ذاكرين أننا سواء أكنا فقراء أم أغنياء ،سكان القصور أم الأكواخ،لا نخرج عن أننا جميعا أبناء إنسانية واحدة نحتل في هذا العالم المكان الذي خصه الله بنا لنعمل في سبيله و من أجله.
أيها المواطنون اعملوا لخير الدولة واسعوا لإرضاء رؤسائكم وأولياء أموركم تسيرون قدما في مناهج النجاح و تحققون حتما ما تصبون إليه من آمال ورغبات،لا تفكروا بأنفسكم بل فكروا دائما بوطنكم فإن إنكار الذات يصل بكم كأمة إلى ذروة المجد و غاية الرفعة،و الكشاف ليس صديقا للناس الذين يحيطون به فقط بل هو صديق للناس جميعهم ، و الاصدقاء عادة لا يتقاتلون و لا يتخاصمون، لذلك إذا عرفنا أن نقيم بيننا و بين أبناء البلاد الاخرى علاقات طيبة و صداقات وشيجة تمكنا من أن نقضي قضاء تاما على الحروب الفانية التي يشنها بنو الانسان بعضهم على بعض بدافع التباغض و الطمع و حب الذات.**
**من كتاب: الكشفية للفتيان لبادن باول