علاقة الراشدين بالشباب
الكشفية حركة شبابية يلعب فيها الراشدون دوراً مساعداً هاماً لأن الشباب والراشدين يتشاركون معاً في نفس الالتزامات ونفس المثل كما أنهم متحدون في نفس الوعد، ويرتبطون بنفس القانون. لذا فإنهم شركاء متضامنون في تحقيق نفس الهدف والتنمية الكاملة للفرد. إن كل طرف يحتفظ بطبيعة الحال بهويته وخصوصيته، والمسألة ليست أداء الراشدين لدور الشباب أو تخلي عن اهتماماته وتجاهلها، أو النظر إلى مرحلة الشباب والمراهقة على أنها فترة لابد وأن يتخطاها الشاب بأسرع ما يمكن، وذلك حتى يضطلع بالأمور الجادة.
إن الشباب يحتاجون الراشدين لمساعدتهم على تحقيق ما يعملون من أجله وبث الثقة في نفوسهم واكتشاف طاقاتهم وإمكانياتهم ومواجهة الواقع لمرحلة أخرى من مراحل الحياة، وشخص يرجعون إليه كلما احتاجوه، شخص ما يمكنهم التحدث إليه.
والراشدون يحتاجون الشباب الذي يتحداهم ويجعلهم يختبرون ويراجعون صحة ومصداقية اختيارهم وقراراتهم والتزاماتهم الشخصية، كما أن الشباب يعاونون الراشدين على الاحتفاظ بمسيرة التشجيع والدافع لأي فرد قد يكتشف الجديد لأول مرة على مواصلة البحث والاكتشاف.
وفي هذا الإطار من الإصغاء والاحترام المتبادل تعمل الحركة على تشجيع الحوار بين الأجيال، حوار يخفف من حدة صراع القوى والعنف واتهام الآخرين، إذ أن كل طرف في هذا الحوار يتقبل الطرف الآخر كما هو سواء كان شاباً أم راشداً، بيد أن هذا لا يشير ولا يدل على السلوك الحر دون قيد وضابط إذ أن كل عمل معرض للانتقاد ولكن ذلك يؤدي إلى الفكر الإيجابي من حيث تقبل الآخرين والإصغاء لهم.
وبالنسبة للراشدين فإن الفكر التربوي يقوم على مبدأ الاستماع للشباب والاستعداد للحوار مهم والعمل على تشجيع ما هو صحيح وبث الثقة في النفس، ذلك مع إيجاد وخلق بيئة سليمة وجيدة تمكن الشباب من التعلم والاكتشاف والتجريب.
كما يجب على الراشد أن يتأكد من كل ما يحدث ووضعه في الاعتبار وذلك حتى يمكن الوقوف على كافة المهارات والمعارف المكتسبة ونتائج التقدم الذي تم إحرازه وإدماجها في الخبرات العملية لحياة الأفراد.