هناك من يقول ويردد في جلساتهم وحلقاتهم إن الحركة الكشفية ملتقى للهو للطلبة والطالبات ، تبعدهم عن دراستهم وتلهيهم عن واجباتهم والغريب أن نسمع من جراء هذا القول إن الكشافة هي السبب الرئيسي لتقصيرهم فى دروسهم ورسوب أولادهم فى المدارس او المعاهد او الجامعات ..
فمن خلال ما التمسناه نحن القادة من هذه الحركة الكشفية السامية وما عملناه وتعلمناه من خلال انتمائنا واستمراريتنا التي عايشناها في الكشفية يتوجب الرد على هؤلاء الناس وان نصحح مفاهيمهم بأن نقول لهم :
أن الحركة الكشفية هى جزء لا يتجزأ من التربية المدرسية وهي متممة لأهداف وأغراض المدرسة / بل ونستطيع أن نقول بأنها حركة تربوية فى حد ذاتها ، انها تنشئ جيلا قويا تتوفر فيه الصفات المطلوبة وإنعاش وتنمية هذا المجتمع الذى نعيش فيه ، ورفعته وتقدمه .
ان الكشفية هى مدرسة متطورة ، لا تعطى فقط المعلومات والمهارات الجديدة والنافعة بل هى تهذيب النفس والخلق وتكسب الكشاف الرجوله والشهامة والقوة ليكون درعا لوطنه فى أمته . فمثلا النوم في الخلاء وفي خيمة مع جماعة يعرفهم ولا يعرفونه ، وكيف يتعامل معهم ، وكذلك التعود على الطبخ وان شخصياً تعلمت الطبخ فى الكشافة كذلك إصلاح الملابس والفراش ، والقيام بعدة أعمال مع طليعته لخدمة مجتمعه لأكبر دليل وأسطع برهان على صحة ما نقول .
وإننا لو نظرنا الى الدول التى سبقتنا بأشواط وأشواط فى التقدم والرقي وخاصة فى العمل الكشفي لوجدنا أن هناك دروساً كشفية أدخلت فى برامجها المدرسية كمادة رئيسية ،وصارت تدرس ولها درجات تمنح للطلاب مثلها مثل ايق مادة دراسية اخرى .. وانا التمست هذا الكلام عند ذهابى لحضور الملتقى الكشفي العربي الأول للثقافة والتراث الذى عقد فى الإمارات ولاحظت حضور العديد من طلبة المدارس وتحدثت معهم عن الحركة الكشفية واخبروني بأنهم يدرسون الكشاف كمادة فى مدارسهم وهم يشاركون فى الملتقيات ولا تؤثر هذه المادة على دراستهم بل بالعكس زادتهم تمسكاً بها وحبا لها لأنهم أدركوا بأن الكشفية شئ مهم فى حياتهم توجههم الى الأفضل .
ومن المعروف عن العمل الذى يقوم به كل كشاف ومرشدة على المستوى العالمى او العربى او المحلى الذى انتهجه من هذه الحركة السامية من أعمال الخير وفق الأهداف والمبادئ الفاضلة التى غرست فى نفوسهم ..كما سأذكر بعض من هذه الأعمال التى ندركها جميعاً ولا سيما قد يكون الجميع قد عمل او اندرج تحت هذا العمل الخيري ..
فى أنشطتنا وأخص بالذكر أنشطة حلقة الأشبال نقوم بأخيار بعض الأشبال والزهرات للذهاب الى المستشفيات وتقديم الورود والهداية ومقابلة المرضى بابتسامات صادقة ومشاركتهم فى نسيان مأساتهم ومرضهم وكذلك العديد من الأعمال الإنسانية التى تؤكد بأن الحركة الكشفية تغرس فى الطفل من صغرة على ان يتحلى بالمبادئ الفاضلة والقيم النبيلة وهذا دليل بأنها ليست ملهاً لمضيعة الوقت ...
كذلك اذكر عند دخولى كقائد فى هذه الحركة الكشفية وكان مقر اجتماعاتنا فى مقر الرعاية الاجتماعية التمست العمل الذى يقوم به الكشافين وكذلك بعض المؤسسات الشبابية المماثلة مثل الهلال الأحمر، من تقديم المساعدة للعجزة فى مصاحبتهم للتنزه فى الحدائق وتقديم الأكل لهم وفى أعمال الحلاقة وغيرها من الأمور التى تشرح النفس والتى لا طالما تؤكد بأنها نابعة من الذات دون تباهى او تصنع من خلال هذه الأعمال وبنفس الحال نجدها عند مرشداتنا الاتى يعتبرن جزءاً لا يتجزأ منا ومعاً نسعى لتقديم العديد من الأعمال الإنسانية النبيلة..
فلولا هذه الروح الكشفية السامية التى يتحلى بها كشافينا ومرشداتنا وكذلك الأهداف والقيم والمبادئ الفاضلة التى غرست فى نفوسهم لما نجح أى مشروع او اى عمل خير فى ذاته . ينشر الفضيلة ويبعد الرذيلة ...
كما دور كل قائد فى مواكبت فترت الدراسة والحث على جلب الدرجات المتفوقة لافراد فرقته بالمتابعه فى المدارس وبإيقاف الكشافين عن مواصلة الكشفيه اثناء فترة الدراسة لكى يجنة كل منهم على اعلى الدرجات وافضلها وان وجد نوع من التقصير فى الدراسة يزداد الاهتمام من قبل القائد والاسرة حفاظا على مستوى ابنائهم وحفاظا من ان يكون الجميع متفوق وبمستوى واحد من النجاح..
فهذه حركتنا الكشفية الحقيقية نضعها اما الجميع ، فحرام ان نتجنى على الكشفية بالأعمال السلبية ، وننسى أو نتناسى الفوائد الجمة التى نجنيها من انتمائنا او انتسابها لها . ودعونا ننصف حركتنا الكشفية ونقول جميعا بصوت واحد :
أن الحركة الكشفية ليست مضيعة للوقت ، وإنما هى : أهداف ومبادئ وأخلاق
ولكن يختلف الهدف لكل شخص فينا كما بطبيعة الحال عند اى انسان اخر فى المجتمع ولكن مجمل القول ان الإنسان الناجح و المثقف والواعى والمتزن يعرف هذا النجاح فى كل من ( مجتمعه – وبيته – ومدرسته – وكشفيته ).
وليس الحل فى ان نترك المواصله والاستمرارية لهذه الحركة الكشفية ولما لها من افضال علينا ..